عطر له ظل ,, الجزء الثالث .. رواية بقلم دى ساد الشرق علاء الدين
وهنا تحدثت بصوت ضعيف جدا يكاد أن يصل فقط لمسامع سحر
,,ماستر خسارتك أنك مش ماستر .. تجلد بدون حزام وتحتوى بدون ملامسه .. يخربيت جبروتك يا شيخ,,
قالتها بكيانها وروحها . نطقت بحال لسانها مغيبه تحلق بعالم السعاده , وتحركت بداخلها مشاعر لم تألفها لدرجة كادت أن تبكى ,, ورددت بهمس يحمل التمنى
,,هل فتنت بك .. أنت تشبه كثيرا سيدى المنتظر,,
وربما أنت يا ماستر
سحر: بت يا ملك ..فوقى مالك ايه اللى بتقوليه ده .. ماستر ايه يخربيتك .حد يسمعك,,
ملك وكأنها تفيق من حلما وتنظر الى سحر متلعثمة الحروف غير قادره على تدارك الموقف وما شعرت ونطقت به
ملك: مش عارفه بجد يا سحر ايه اللى حصل لى .. مش هقدر أخبى عليكى أحاسيس كتير جوايا حساها متلخبطه بس كل اللى أقدر أقولهولك أن علاء فعلا قريب جدا بكل ما فيه من الماستر اللى بحلم به دايما.
سحر يا بنتى أرحمينى بقا وأعقلى .ماستر اايه وازاى الراجل ده ماله ومال ميولنا ,, هو فعلا مثقف وواعى وكل تصرفاته محسوبه .. وفعلا شخصيه مبهره وتقدر تسيطر بطريقه مستحبه من اللى أدامه لكن برده مش معنى كده اننا نتخيله ماستر
واياكى تقولى أى كلمه من الكلام ده أدامه الله يكرمك خليكى بعقلك وما تودناش فى داهيه .
ملك : حاضر .. حاضر أسكتى بقا علشان شكله خلص البروفه وجاى علينا .
علاء بابتسامه هادئه يقترب منهما ,,,
علاء : ايه الأخبار يا ترى عجبكم الجو ولا ايه رأيكم؟!!
ملك ناظره الى علاء نظرات تكاد أن تفضح أعجابها بهذا الشخص وعيناها تتسع وتزداد لمعانا يعبر عن جزء بسيط مما دار بداخلها ,,
ملك:رغم أنى أول مره فى حياتى أدخل مسرح وأشوف كل الأمور دى عن قرب وأحسها بس بجد أنت رائع وما لكش حل..
سحر تقاطع حديث ملك وتتدارك الموقف لتنقذ صديقتها من حديثها الذى يحمل هياما وعشقا
سحر: بص يا أستاذ علاء هو سبحان الله رغم أنى فى البدايه حسيت بقسوتك خصوصا لما صعب عليا الناس وهى بتتذكر ذكريات وأمور صعبه مرت بها فى حياتها .. لكن فى نفس الوقت أبهرنى تقبلهم لده بمنتهى الوعى والحب .. والأجمل لما حسيتهم فى الأخر بيوصلوا لمرحلة هدوء ملحوظه .. بجد صعب جدا القدره على دمج الألم بالرضا .
علاء : بصى يا سحر سهل جدا أى شخص يسبب الألم لشخص ما ويوصله للأنين لكن الأصعب أن اللى بيدير الحوار ده يقدر بالفعل يفسر الأنين ويحتويه ويحوله لقوه.
ملك:لأ بقا .. شوفتى يعنى عندى حق يا ست سحر فى اللى قلته.
علاء: لأ بقا وشوفتى يا سحر!! ما تفهمونى ما تفهمونى يا جماعه فى ايه؟!!!
سحر فى غيظ تركل ملك فى قدمها أملا منها فى أن تدرك ملك ماذا تقول
سحر:هقولك يا أستاذ علاء .. ملك كانت اثناء البروفه بتقولى يعنى أن حضرتك شخص بتجيد التحكم والثبات فى انفعالاتك
وانها ما كانتش تعرف ان الشغل فى المسرح أو الفن عموما مرهق كده.
موجهه نظرها الى ملك .. مش كده برده يا ملك مش انتى فعلا منبهره باللى شوفتيه هنا؟!!
ملك هائمة ولا تدارك ماذا يحدث حولها من ردود أفعال لكلماتها..
ملك :فعلا منبهره أوى اوى يا سحر.
سحر : لا احنا لازم نقوم دلوقتى بقا ..علشان الدنيا هتخرب لو قعدنا أكتر من كده هنتأخر وممكن نتعرض لمشكله فى البيت بسبب تأخيرنا.. يلا بينا يا ملك الله يهديكى.
علاء : طبعا انا ما يرضنيش تقعوا فى مشكله بسببى .. بس بجد هكون سعيد لو شرفتونى تانى فى أقرب وقت ولو ما يكونش مزعج نتواصل فون وأهى فرصه أطمن عليكم .
ملك : طبعا ده شىء يشرفنا أننا نحضر بروفه تانيه ونقابل حضرتك وما فيش مشكله بالنسبه لى أننا نكون على تواصل.
سحر : وانا كمان هكون سعيده جدا بده.
علاء: أنا بشكركم جدا وبشكر الظروف اللى عرفتنا ببعض واتمنى نكون أصدقاء ونتواصل وزى ما بيقولوا مصائب قوم عند قوم فوائد .. فقدان ملك للموبايل بتاعها كان من ةحسن حظى أنى أتعرفت بشخصيتين رائعين زيكم أى شخص أعتقد أنه هيكون سعيد لو مكانى .. اسمحولى بقا أوصلكم بنفسى لحد باب المسرح .
وهم الثلاثه فى الخروج من قاعة المسرح متجهين الى البوابه ..
علاء : هنتظر منكم فون أول ما توصلوا للبيت تطمنونى عليكم ..خلوا بالكم من نفسكم و أشوفكم على خير .
ملك : حاضر هكلم حضرتك لما أوصل البيت وهطمنك .. باااى.
سحر : متشكرين جدا يا أستاذ علاء على ذوقك واهتمامك ..باااى.
ودعهما علاء بابتسامه تدل على سعادته بلقائهما ,, وعلى الفور توجه الى داخل قاعة المسرح حيث غادر الجميع فجلس وحده فى اخر مقاعد القاعه فى حالة استرخاء تام ,, دراسته للنقد الفنى عجزت أن تسطر سطور مقنعه ومبرره لما حدث اليوم ,, هاتف يجده بالصدف,, وفتاه تحمل نفس ميوله,,فتاه كل من يشتم عطر تفاصيلها يستشعر أنه برفقة سليف تحمل من الطاعه والهدوء ونظرات الخضوع كافيه لابهار كل ماستر.. نظرات تحمل لناظرها نداء يسطر كلمات يعشقها كل ماستر .. نظرات لتك الفتاه تحمل كلمات بين طياتها عبارة واحده ,, أنا فى انتظارك يا سيدى لترتب الفوضى بداخلى ,, بانتظارك يا سيدى فأنا بين أناملك صلصال ينتظر التشكيل وبكل ترحيب ..
تسربت من داخل علاء تنهيدة تحمل ألم تكاد تعانق صراخا مكتوما .. يتسائل مع نفسه ..
ترى؟!! ما مدى وقوة شراسة تلك الميول ,, كيف لها أن تصنع أقدارا وتهاجمنى وقتما تشاء
كيف لتلك الميول أن تسخر القدر والوقت والأشخاص لخدمتها لتكتمل طقوسها,,
لماذا كل علاقاتى وممارسات ميولى صنيعة القدر لا ترتيب لها ,, هل هو قدرى أن الميول والأقدار تعانقت و اتحدت لهذا الحد ,, رحماك يا خالقى هل سأموت والميول تسكن أحشائى أم ستغضب منى يوما تلك الميول وتغادر خلايا جسدى؟!! .....تبا لحظى فى الحياة .. تمنيت ان اكون شخص عادى انتمى للميول فقط ولكن كارثتى ومعاناتى الكبرى أنى فنان وللأسف أحاسيس الفنان مضاعفه مقارنة بأحاسيس الشخص العادى ..
كان اثناء حديثه مع نفسه يداعب ميدالية مفاتيحه ووتوقف نظره عند مفتاح ما فقرر مغادرة قاعة المسرح على الفور فذلك هو مفتاح شقة المقربه اليه ( اليخيا) كانت سافرت الى أسبانيا وتركت له مفاتيح شقتها التى تحمل ذكرياتهما فى ممارسة ميولهما معا من هنا قرر أثناء رحلة حديثه مع نفسه وما يمر به من صراعات وتساؤلات داخليه ,, قرر الذهاب الى تلك الشقه وأثناء الطريق كان يرافقه حديثه مع نفسه .........
حديثه هذا مع نفسه تسلل بذكريات لقائه منذ فتره بتلك الفتاة الأسبانيه ,, (اليخيا) فتاة أسبانيه فنانه تشكيليه حضرت القاهره لدراسة اللغه العربيه ,, فتاة فى الخامسة والعشرون من عمرها ملامحها تحمل الى حد ما ملامحنا العربيه تشعر أنك تتعامل مع خليط بين الشرق والغرب .. الغرب بمميزاته .. الجديه والالتزام والفصل بين كل حالة والأخرى .. تعترف تماما كمنتميه للميول بحجمها أمام حجم سيدها .. فهى سليف لا تعترف بالتمرد والكبرياء فكل هذا لا مكان له أمام سيدها كل هذا يتبدل بطاعة عمياء تمتزج بالمتعة والراحه .. لا مجال لديها فى الاندفاع فالغرب مشاعره وتصرفاته وردود أفعاله ثابته لا تعترف بالاندفاع لأنه كارثة تصيب أقوى العلاقات والقرارات بالخيبة والانهيار .. (اليخيا) تحمل أيضا بداخلها
حياء الشرق واحترام الرجل فهو بالنسبة لها جدارها الحامى .. هو العقل المدبر والمحرك عقل تثق به تماما عندما تقتنع به .. تحمل أيضا من الشرق ملامح ملكة فرعونيه ,, رحب بها عرشها من فرط جمالها وشدة ذكائها وسيول مشاعر تتدفق من داخلها .. بالفعل يشعر أكبر الشعراء عن وصف تلك الفتاه..
علاء بطبعه كفنان كان حريص دائما على متابعة الكثير من الفنون وحضور امعارض والعروض والندوات وغيرها من جوانب الخياة الفنيه التى تجذبب عاشقى الفن وتلهمهم ..
بدأت قصة مقابلته ب (اليخيا)عند زيارته فى يوم لساقية عبد المنعم الصاوى فى حى الزمالك وهو مكان او يتعامل مع الجميع على أنه مجمع مصغر للكثير من أنواع الفنون وأثناء تواجده كانت بعض الدعوات توزع على المتواجدين
قرأ الدعوه وكانت دعوه لحضور معرض للفنون التشكيليه يشارك فيه أكتر من فنان وفنانه من جنسيات مختلفه
ذهب فى اليوم والموعد المحدد للمعرض واثناء تجوله بين اللوحات لفتت نظره بعض اللوحات فهى تجمل فن سرياليا
عندما تتعمق فيه تلمس أن معظم اللوحات تجسد طابع يلمس ميوله ,, صرخات وحديث داخلى وصراعات ونيران تشتعل بين نظرات رجل وفتاه لوحات بالفعل تستتر تحت عبارة لا يفهمها الا كل منتمى للميول عبارة تتحدث باسقاطات فنيه مبهمه للبعض تعبر عن ميول لا يعترف بها الكثير من المجتمعات ..
التفت علاء حوله بحثا عن صاحب تلك اللوخات فحتما فضوله حتم عليه البحث عن ذلك الشخص والتعارف والحديث معه ربما هو خياله ربط اللوحات بميوله وكان صاحب اللوحات يقصد هدفا أخر ..
لمح فتاة تتحرك بين الوحات وكأنها تناقش البعض عن اللوحات و ترتسم الابتسامة على شفتيها لتنعكس باتساع أعينها ولمعانها معبرة عن صدق وطيبه تسكن داخلها .. اذن هى الفنانه الرائعه صاحبة اللوحات التى غازلت ميوله بألوانها
كانت عين (اليخيا تتحرك كثيرا كى تراقب ردود أفعال الرواد على لوحاتها وتوقفت عينيها على علاء فقد لاحظت فى عينيه مراقبة لها وكأنها ينتظر أن تنتهى من حديثها مع البعض ليتحدث معها ذكائها كان قادرا على ترجمة نظرات البعض بيسر فبالطبع فنانه تشكيليه لديها حس رهيب بأدق التفاصيل والتعبيرات..
اقتربت ( اليخيا ) فى خطوات ثابته تجاه علاء وأثناء خطواتها كانت تتفحص ملامحه فهى أقرب لملامح ملك فرعونى
وكانت تعشق الفراعنه الى حد يفوق الوصف فها هى تقترب من ملك فرعونى لتتحدث معها ..
علاء: good morning.
اليخيا : صباح النور .
علاء: معقول أنتى بتتكلمى عربى؟!!
اليخيا : أكيد .. أعرفك بنفسى أنا (اليخيا) أسبانيه فنانه تشكيليه وبدرس لغه عربيه فى مصر.
علاء : جميل جدا .. بتدرسى لغه عربيه وكمان ملامحك ملامح ملكه فرعونيه .
اليخيا : أنا عاشقه لمصر ومهتمه جدا بقراءة التاريخ الفرعونى .. بالفعل بعشق الفراعنه لدرجه لا تتخيلها .
علاء ,, بابتسامه تعبر عن اعجابه الشديد : أنا كنت بتجول فى المعرض وبتابع لوحات لفنانين كتير لكن لوحاتك توقفت عندها لوقت كبير بالفعل فيها عمق لمس داخلى جدا لدرجه كبيره .
اليخيا :لا تتخيل مدى سعادتى بكلماتك وأتمنى فعلا تكون أحسايسى كفنانه وصلت لك ووصلت للناس .
علاء: بصى يا فنانه فى البدايه اعذرينى الحديث أخدنا ونسيت أعرفك على نفسى أنا علاء سليم حريج المعهد العالى للفنون المسرحيه قسك نقد فنى ومخرج منفذ فى مجال المسرح ومن خلال ده هرد على كلامك وأقولك أنك أكيد عارفه أننا كفنانين بنطرح على الجمهور فكر وأحساسيس معينه
ووارد جدا البعض يترجم طرحنا بوجهة نظره الشخصيه وتكون بعيد عن مقصودنا .
اليخيا :أكيد أنا معاك فى ده وبمر به بالفعل فى أى معرض بعمله لكن يهمنى جدا أسمع تحليلك للوحاتى كناقد فنى أو كشخص ذو حس عالى متذوق للفنون .
أخذ علاء فى التفكير كيف سيتحدث عن احساسه وما شعر به عند رؤيته للوحاتها كيف سيعلن لها أنه صاحب ميول قد تزعج البعض أو ينفر منه البعض ويعتبره مرض وأثناء حديثه مع نفسه كان يراقبها باهتمام وكانت المفاجأه ......... وكأن القدر يستمر فى مداعبة ما بداخله واتسعت عيناه من وهل المفاجأه
#يتبع ,,,,,,,,
,,ماستر خسارتك أنك مش ماستر .. تجلد بدون حزام وتحتوى بدون ملامسه .. يخربيت جبروتك يا شيخ,,
قالتها بكيانها وروحها . نطقت بحال لسانها مغيبه تحلق بعالم السعاده , وتحركت بداخلها مشاعر لم تألفها لدرجة كادت أن تبكى ,, ورددت بهمس يحمل التمنى
,,هل فتنت بك .. أنت تشبه كثيرا سيدى المنتظر,,
وربما أنت يا ماستر
سحر: بت يا ملك ..فوقى مالك ايه اللى بتقوليه ده .. ماستر ايه يخربيتك .حد يسمعك,,
ملك وكأنها تفيق من حلما وتنظر الى سحر متلعثمة الحروف غير قادره على تدارك الموقف وما شعرت ونطقت به
ملك: مش عارفه بجد يا سحر ايه اللى حصل لى .. مش هقدر أخبى عليكى أحاسيس كتير جوايا حساها متلخبطه بس كل اللى أقدر أقولهولك أن علاء فعلا قريب جدا بكل ما فيه من الماستر اللى بحلم به دايما.
سحر يا بنتى أرحمينى بقا وأعقلى .ماستر اايه وازاى الراجل ده ماله ومال ميولنا ,, هو فعلا مثقف وواعى وكل تصرفاته محسوبه .. وفعلا شخصيه مبهره وتقدر تسيطر بطريقه مستحبه من اللى أدامه لكن برده مش معنى كده اننا نتخيله ماستر
واياكى تقولى أى كلمه من الكلام ده أدامه الله يكرمك خليكى بعقلك وما تودناش فى داهيه .
ملك : حاضر .. حاضر أسكتى بقا علشان شكله خلص البروفه وجاى علينا .
علاء بابتسامه هادئه يقترب منهما ,,,
علاء : ايه الأخبار يا ترى عجبكم الجو ولا ايه رأيكم؟!!
ملك ناظره الى علاء نظرات تكاد أن تفضح أعجابها بهذا الشخص وعيناها تتسع وتزداد لمعانا يعبر عن جزء بسيط مما دار بداخلها ,,
ملك:رغم أنى أول مره فى حياتى أدخل مسرح وأشوف كل الأمور دى عن قرب وأحسها بس بجد أنت رائع وما لكش حل..
سحر تقاطع حديث ملك وتتدارك الموقف لتنقذ صديقتها من حديثها الذى يحمل هياما وعشقا
سحر: بص يا أستاذ علاء هو سبحان الله رغم أنى فى البدايه حسيت بقسوتك خصوصا لما صعب عليا الناس وهى بتتذكر ذكريات وأمور صعبه مرت بها فى حياتها .. لكن فى نفس الوقت أبهرنى تقبلهم لده بمنتهى الوعى والحب .. والأجمل لما حسيتهم فى الأخر بيوصلوا لمرحلة هدوء ملحوظه .. بجد صعب جدا القدره على دمج الألم بالرضا .
علاء : بصى يا سحر سهل جدا أى شخص يسبب الألم لشخص ما ويوصله للأنين لكن الأصعب أن اللى بيدير الحوار ده يقدر بالفعل يفسر الأنين ويحتويه ويحوله لقوه.
ملك:لأ بقا .. شوفتى يعنى عندى حق يا ست سحر فى اللى قلته.
علاء: لأ بقا وشوفتى يا سحر!! ما تفهمونى ما تفهمونى يا جماعه فى ايه؟!!!
سحر فى غيظ تركل ملك فى قدمها أملا منها فى أن تدرك ملك ماذا تقول
سحر:هقولك يا أستاذ علاء .. ملك كانت اثناء البروفه بتقولى يعنى أن حضرتك شخص بتجيد التحكم والثبات فى انفعالاتك
وانها ما كانتش تعرف ان الشغل فى المسرح أو الفن عموما مرهق كده.
موجهه نظرها الى ملك .. مش كده برده يا ملك مش انتى فعلا منبهره باللى شوفتيه هنا؟!!
ملك هائمة ولا تدارك ماذا يحدث حولها من ردود أفعال لكلماتها..
ملك :فعلا منبهره أوى اوى يا سحر.
سحر : لا احنا لازم نقوم دلوقتى بقا ..علشان الدنيا هتخرب لو قعدنا أكتر من كده هنتأخر وممكن نتعرض لمشكله فى البيت بسبب تأخيرنا.. يلا بينا يا ملك الله يهديكى.
علاء : طبعا انا ما يرضنيش تقعوا فى مشكله بسببى .. بس بجد هكون سعيد لو شرفتونى تانى فى أقرب وقت ولو ما يكونش مزعج نتواصل فون وأهى فرصه أطمن عليكم .
ملك : طبعا ده شىء يشرفنا أننا نحضر بروفه تانيه ونقابل حضرتك وما فيش مشكله بالنسبه لى أننا نكون على تواصل.
سحر : وانا كمان هكون سعيده جدا بده.
علاء: أنا بشكركم جدا وبشكر الظروف اللى عرفتنا ببعض واتمنى نكون أصدقاء ونتواصل وزى ما بيقولوا مصائب قوم عند قوم فوائد .. فقدان ملك للموبايل بتاعها كان من ةحسن حظى أنى أتعرفت بشخصيتين رائعين زيكم أى شخص أعتقد أنه هيكون سعيد لو مكانى .. اسمحولى بقا أوصلكم بنفسى لحد باب المسرح .
وهم الثلاثه فى الخروج من قاعة المسرح متجهين الى البوابه ..
علاء : هنتظر منكم فون أول ما توصلوا للبيت تطمنونى عليكم ..خلوا بالكم من نفسكم و أشوفكم على خير .
ملك : حاضر هكلم حضرتك لما أوصل البيت وهطمنك .. باااى.
سحر : متشكرين جدا يا أستاذ علاء على ذوقك واهتمامك ..باااى.
ودعهما علاء بابتسامه تدل على سعادته بلقائهما ,, وعلى الفور توجه الى داخل قاعة المسرح حيث غادر الجميع فجلس وحده فى اخر مقاعد القاعه فى حالة استرخاء تام ,, دراسته للنقد الفنى عجزت أن تسطر سطور مقنعه ومبرره لما حدث اليوم ,, هاتف يجده بالصدف,, وفتاه تحمل نفس ميوله,,فتاه كل من يشتم عطر تفاصيلها يستشعر أنه برفقة سليف تحمل من الطاعه والهدوء ونظرات الخضوع كافيه لابهار كل ماستر.. نظرات تحمل لناظرها نداء يسطر كلمات يعشقها كل ماستر .. نظرات لتك الفتاه تحمل كلمات بين طياتها عبارة واحده ,, أنا فى انتظارك يا سيدى لترتب الفوضى بداخلى ,, بانتظارك يا سيدى فأنا بين أناملك صلصال ينتظر التشكيل وبكل ترحيب ..
تسربت من داخل علاء تنهيدة تحمل ألم تكاد تعانق صراخا مكتوما .. يتسائل مع نفسه ..
ترى؟!! ما مدى وقوة شراسة تلك الميول ,, كيف لها أن تصنع أقدارا وتهاجمنى وقتما تشاء
كيف لتلك الميول أن تسخر القدر والوقت والأشخاص لخدمتها لتكتمل طقوسها,,
لماذا كل علاقاتى وممارسات ميولى صنيعة القدر لا ترتيب لها ,, هل هو قدرى أن الميول والأقدار تعانقت و اتحدت لهذا الحد ,, رحماك يا خالقى هل سأموت والميول تسكن أحشائى أم ستغضب منى يوما تلك الميول وتغادر خلايا جسدى؟!! .....تبا لحظى فى الحياة .. تمنيت ان اكون شخص عادى انتمى للميول فقط ولكن كارثتى ومعاناتى الكبرى أنى فنان وللأسف أحاسيس الفنان مضاعفه مقارنة بأحاسيس الشخص العادى ..
كان اثناء حديثه مع نفسه يداعب ميدالية مفاتيحه ووتوقف نظره عند مفتاح ما فقرر مغادرة قاعة المسرح على الفور فذلك هو مفتاح شقة المقربه اليه ( اليخيا) كانت سافرت الى أسبانيا وتركت له مفاتيح شقتها التى تحمل ذكرياتهما فى ممارسة ميولهما معا من هنا قرر أثناء رحلة حديثه مع نفسه وما يمر به من صراعات وتساؤلات داخليه ,, قرر الذهاب الى تلك الشقه وأثناء الطريق كان يرافقه حديثه مع نفسه .........
حديثه هذا مع نفسه تسلل بذكريات لقائه منذ فتره بتلك الفتاة الأسبانيه ,, (اليخيا) فتاة أسبانيه فنانه تشكيليه حضرت القاهره لدراسة اللغه العربيه ,, فتاة فى الخامسة والعشرون من عمرها ملامحها تحمل الى حد ما ملامحنا العربيه تشعر أنك تتعامل مع خليط بين الشرق والغرب .. الغرب بمميزاته .. الجديه والالتزام والفصل بين كل حالة والأخرى .. تعترف تماما كمنتميه للميول بحجمها أمام حجم سيدها .. فهى سليف لا تعترف بالتمرد والكبرياء فكل هذا لا مكان له أمام سيدها كل هذا يتبدل بطاعة عمياء تمتزج بالمتعة والراحه .. لا مجال لديها فى الاندفاع فالغرب مشاعره وتصرفاته وردود أفعاله ثابته لا تعترف بالاندفاع لأنه كارثة تصيب أقوى العلاقات والقرارات بالخيبة والانهيار .. (اليخيا) تحمل أيضا بداخلها
حياء الشرق واحترام الرجل فهو بالنسبة لها جدارها الحامى .. هو العقل المدبر والمحرك عقل تثق به تماما عندما تقتنع به .. تحمل أيضا من الشرق ملامح ملكة فرعونيه ,, رحب بها عرشها من فرط جمالها وشدة ذكائها وسيول مشاعر تتدفق من داخلها .. بالفعل يشعر أكبر الشعراء عن وصف تلك الفتاه..
علاء بطبعه كفنان كان حريص دائما على متابعة الكثير من الفنون وحضور امعارض والعروض والندوات وغيرها من جوانب الخياة الفنيه التى تجذبب عاشقى الفن وتلهمهم ..
بدأت قصة مقابلته ب (اليخيا)عند زيارته فى يوم لساقية عبد المنعم الصاوى فى حى الزمالك وهو مكان او يتعامل مع الجميع على أنه مجمع مصغر للكثير من أنواع الفنون وأثناء تواجده كانت بعض الدعوات توزع على المتواجدين
قرأ الدعوه وكانت دعوه لحضور معرض للفنون التشكيليه يشارك فيه أكتر من فنان وفنانه من جنسيات مختلفه
ذهب فى اليوم والموعد المحدد للمعرض واثناء تجوله بين اللوحات لفتت نظره بعض اللوحات فهى تجمل فن سرياليا
عندما تتعمق فيه تلمس أن معظم اللوحات تجسد طابع يلمس ميوله ,, صرخات وحديث داخلى وصراعات ونيران تشتعل بين نظرات رجل وفتاه لوحات بالفعل تستتر تحت عبارة لا يفهمها الا كل منتمى للميول عبارة تتحدث باسقاطات فنيه مبهمه للبعض تعبر عن ميول لا يعترف بها الكثير من المجتمعات ..
التفت علاء حوله بحثا عن صاحب تلك اللوخات فحتما فضوله حتم عليه البحث عن ذلك الشخص والتعارف والحديث معه ربما هو خياله ربط اللوحات بميوله وكان صاحب اللوحات يقصد هدفا أخر ..
لمح فتاة تتحرك بين الوحات وكأنها تناقش البعض عن اللوحات و ترتسم الابتسامة على شفتيها لتنعكس باتساع أعينها ولمعانها معبرة عن صدق وطيبه تسكن داخلها .. اذن هى الفنانه الرائعه صاحبة اللوحات التى غازلت ميوله بألوانها
كانت عين (اليخيا تتحرك كثيرا كى تراقب ردود أفعال الرواد على لوحاتها وتوقفت عينيها على علاء فقد لاحظت فى عينيه مراقبة لها وكأنها ينتظر أن تنتهى من حديثها مع البعض ليتحدث معها ذكائها كان قادرا على ترجمة نظرات البعض بيسر فبالطبع فنانه تشكيليه لديها حس رهيب بأدق التفاصيل والتعبيرات..
اقتربت ( اليخيا ) فى خطوات ثابته تجاه علاء وأثناء خطواتها كانت تتفحص ملامحه فهى أقرب لملامح ملك فرعونى
وكانت تعشق الفراعنه الى حد يفوق الوصف فها هى تقترب من ملك فرعونى لتتحدث معها ..
علاء: good morning.
اليخيا : صباح النور .
علاء: معقول أنتى بتتكلمى عربى؟!!
اليخيا : أكيد .. أعرفك بنفسى أنا (اليخيا) أسبانيه فنانه تشكيليه وبدرس لغه عربيه فى مصر.
علاء : جميل جدا .. بتدرسى لغه عربيه وكمان ملامحك ملامح ملكه فرعونيه .
اليخيا : أنا عاشقه لمصر ومهتمه جدا بقراءة التاريخ الفرعونى .. بالفعل بعشق الفراعنه لدرجه لا تتخيلها .
علاء ,, بابتسامه تعبر عن اعجابه الشديد : أنا كنت بتجول فى المعرض وبتابع لوحات لفنانين كتير لكن لوحاتك توقفت عندها لوقت كبير بالفعل فيها عمق لمس داخلى جدا لدرجه كبيره .
اليخيا :لا تتخيل مدى سعادتى بكلماتك وأتمنى فعلا تكون أحسايسى كفنانه وصلت لك ووصلت للناس .
علاء: بصى يا فنانه فى البدايه اعذرينى الحديث أخدنا ونسيت أعرفك على نفسى أنا علاء سليم حريج المعهد العالى للفنون المسرحيه قسك نقد فنى ومخرج منفذ فى مجال المسرح ومن خلال ده هرد على كلامك وأقولك أنك أكيد عارفه أننا كفنانين بنطرح على الجمهور فكر وأحساسيس معينه
ووارد جدا البعض يترجم طرحنا بوجهة نظره الشخصيه وتكون بعيد عن مقصودنا .
اليخيا :أكيد أنا معاك فى ده وبمر به بالفعل فى أى معرض بعمله لكن يهمنى جدا أسمع تحليلك للوحاتى كناقد فنى أو كشخص ذو حس عالى متذوق للفنون .
أخذ علاء فى التفكير كيف سيتحدث عن احساسه وما شعر به عند رؤيته للوحاتها كيف سيعلن لها أنه صاحب ميول قد تزعج البعض أو ينفر منه البعض ويعتبره مرض وأثناء حديثه مع نفسه كان يراقبها باهتمام وكانت المفاجأه ......... وكأن القدر يستمر فى مداعبة ما بداخله واتسعت عيناه من وهل المفاجأه
#يتبع ,,,,,,,,
للتواصل على فيسبوك https://www.facebook.com/DeSadeBDSM
تعليقات
إرسال تعليق